[ad_1]
كتب- محمد مهدي:
في أغسطس عام 1990 انتشرت أغاني فيلم “كابوريا” للفنان الكبير أحمد زكي في شوارع القاهرة، ذاع صيتها سريعا وبات يرددها جمهوره في كُل مكان بصورة غير متوقعة دفعت أحد المنتجين إلى محاولة توزيعها في شرائط كاسيت قبل أن يتصدى له النجم الأسمر بقوة “اتخانقت معاه وكنت هرفع عليه قضية، قولتلهم محدش ينزل الأغاني باسمي، اكتبوا حسن هدهد هو اللي بيغني” يذكرها بحماس شديد خلال لقاء تلفزيوني سابق موضحا رؤيته تجاه عالم الغناء.
رفض زكي وضع كلمة “مغني” أو “مطرب” بجانب اسمه رغم النجاح الباهر لكافة الأغاني التي قدمها على مدار مسيرته “لأني مش مطرب، أخري أغني في الحمام أو مع نفسي في الشارع” يرى أن الغناء في أفلامه يأتي تعبيرا عن أحداث أعماله والمواقف الدرامية التي يتعرض لها الأبطال ويتحتم معها الإمساك بالميكرفون والغناء أمام الناس فضلا عن منح جمهوره جرعات مختلفة من المتعة داخل أفلامه دون استغلال تلك الحالة خارج دور العرض السينمائية.
دلف الفنان المخضرم إلى عالم الغناء من بوابة الترفيه وليس الاحتراف أو الرغبة في منافسة المطربين “لا يمكن هأغني زي عبدالحليم أو كاظم الساهر، أو الحنجرة تجيب زي ما فريد الأطرش بيقول” لذلك كان الشاغل الأولى لديه هو الوصول إلى نبرة الصوت الملائمة لطبيعة الشخصيات التي يقدمها خلال أعماله “أنا بغني حسب الشخصية، أديت صوت عبدالسميع في البيه البواب بطريقته، وفي كابوريا كان الولد بينفخ إزاز فتلاقي صوته بيزعق وهو بيغني”.
يتلون صوت زكي في أفلامه مع كل شخصية كما يؤكد، نبرة السخرية في صوت “مستطاع الطعزي” في فيلم البيضة والحجر بينما يغني “لو أنت هايص أو كنت لايص، تعالى يلا نشوف الهجايص” أو عبدالسميع في البيه البوابة عندما دارت رأسه وهو يدندن “يوم الخميس كان بكرة يبقى التلات كان إيه.. أنا بيه أنا بيه أنا بيه” أو الندية والصوت الصاخب لشخصية حسن هدهد وهو يزعق “أزأز كابوريا، أزأز كابوريا، لو أزأزوني هأزأز إيه.. أبويا قالي إرمي الشبكبك.. أمي قالت لي لا البحر يأكلك”.
خاض زكي تجاربه الغنائية مع أسماء بارزة وأصحاب بصمة كبيرة في عالم الطرب والموسيقى غير التقليدية في مصر والوطن العربي، من بينهم الملحن العملاق كمال الطويل والكاتب الكبير صلاح جاهين في مسلسل “هو وهي” رفقة المتألقة سعاد حسني، وفي البيه البواب كان الملحن المخضرم عمار الشريعي حاضرا بقوة فضلا عن المؤلف الموسيقي حسن أبو السعود في البيضة والحجر وحسين الإمام في أشهر أغانيه ثم ظهرت إطلالته المختلفة بـ “هيستريا” على يد الفنان وجيه عزيز.
وعندما اتجه زكي إلى تجسيد شخصية العندليب الأسمر اعتقدت الصحافة أنه سيقوم بتأدية الأغاني بحنجرته وهو ما نفاه سريعا “أبقى راجل جاهل لو عملت كدا، أنا بأدي عبدالحليم حافظ الانسان مش المغني، وإزاي اترسم على حنجرته صورة لعصر كامل، وقدر يوصل للمكانة دي وهو جاي من مكان بسيط” موضحا أنه خلال الفيلم يسعى لتقمص طبيعة عبدالحليم في التعبير عن كلمات الأغاني “لكن استحالة أغني بصوتي”.
[ad_2]