[ad_1]
بغداد اليوم – متابعة
يوجد الإنترنت المظلم (Dark web) على شبكة مشفرة ولا يمكن اكتشافه باستخدام محركات البحث التقليدية أو زيارته باستخدام المتصفحات التقليدية، للوصول إلى “دارك ويب” يتطلب استخدام متصفح مجهول يسمى Tor.
وتذكر آخر الإحصاءات العالمية أنه يوجد نحو 3.6 مليار مستخدم نشط للإنترنت حول العالم، ولكن ما لا يدركه الكثيرون منهم أن ما يشاهدونه على تلك الشبكة العنكبوتية ليس إلا الجزء الضئيل فقط من حجمها، لأن الجزء الأكبر منها مثل الجبل الجليدي مخفي في الأسفل ويطلق عليه “الإنترنت المظلم”.
ما هو
يطلق الخبراء على الإنترنت المظلم اسم “أرض الخدمات المخفية” أو “دارك ويب”، حيث تجرى من خلاله مختلف المعاملات التجارية السرية، ويمكن التنقل إليه والتجول في مواقعه من دون أن يترك الشخص أي آثار، أي أنه سيكون مخفي الهوية، وأنشطته غير مسجلة على أي محركات بحث، ولا يمكن تعقبه.
وفي تقرير نشرته وكالة “سبوتنيك” الروسية اليوم تعرف شركة “كاسبرسكي لاب” الروسية المتخصصة في تصميم برامج مكافحة فيروسات الإنترنت “الإنترنت المظلم” أو ما يطلق عليه أيضاً “دارك ويب”، بأنها تلك الشبكة العنكبوتية السرية، التي تتألف من مجموعة مواقع إلكترونية مخفية عن أعين المتابعين.
تاريخ “دارك ويب”
رغم استخدامات الإنترنت المظلم غير القانونية العديدة، إلا أنه استخدم في البداية كوسيلة لتوفير حرية التعبير عن الرأي، وتم استغلاله بعيدا عن تعقب الشركات الكبرى لمستخدميه، والدول الكبرى مثل الولايات المتحدة لمستخدمي الإنترنت في مختلف دول العالم. بحسب سبوتنيك عربي.
وتم تأسيسه في البداية أيضا من أجل توفير حرية الوصول إلى المعلومات مع الحفاظ على حق خصوصية المستخدمين، ولكنه على ما يبدو كان بابًا مفتوحًا لأولئك المطلوبين من جهات إنفاذ القانون، لتنفيذ العمليات غير المشروعة بدءا من تجارة المخدرات وصولا إلى تجارة الأسلحة والتجارة في المعلومات المقرصن عليها، سرا.
وتميزت مواقع “دارك ويب”، بأنها لا يمكن الوصول لها بمتصفحات الإنترنت العادية، وتحتاج لتصل إليها إلى متصفحات خاصة مثل متصفح “تور”.
ما الذي يتم فعله عبر “دارك ويب”؟
يمكن من خلال الإنترنت المظلم القيام بعدد كبير من العمليات غير المشروعة، والتي جاءت على سبيل المثال، شراء أرقام بطاقات الائتمان وتداول جميع أنواع المخدرات والبيع غير المشروع للأسلحة وتداول الأموال والعملات المزيفة وغيرها من الأمور المخالفة.
ما الفرق بين الإنترنت المظلم Dark web والإنترنت العميق Deep web؟
يوجد دوماً مصطلحان يختلط على الكثير منا الحديث بشأنهما، وهما “الإنترنت المظلم” و”الإنترنت العميق”.
ولذلك علينا أن نعرف أولا:
ما هو الإنترنت العميق (ديب ويب)؟
يعرف الإنترنت العميق بأنه مجموعة من مواقع الإنترنت، التي لم تقم محركات البحث بأرشفتها بسبب منع فهرسة المواقع في نتائج البحث، ويوجد استخدامات عديدة للإنترنت العميق، تتراوح ما بين مواقع المؤسسات الحساسة والخاصة، التي تسعى لأن تكون محمية بطبقات إضافية من السرية، وبين مواقع أخرى تقدم خدمات حساسة ولكنها قانونية إلى حد ما، لأن الإنترنت العميق بخلاف الإنترنت المظلم يمكن الوصول إليه من قبل جهات إنفاذ القانون وإن كان عبر طرق معقدة.
ومن أجل الوصول إلى مواقع الإنترنت العميق، يجب أن تدخل إلى الموقع المرتبط بها، ومن ثم تبحث بداخله حتى تصل إلى محتوى الويب المخفي، أي أن هذا المحتوى فقط مخفي، لكنه موجود على الشبكة العنكبوتية وليس سريا بصورة كاملة مثل باقي أشكال الإنترنت المظلم.
ولكن المفاجأة أن الإنترنت العميق أو “ديب ويب” يمثل 90% من جميع مواقع الويب الموجودة في كل العالم، أي أنه يمثل رأس الجبل الجليدي الموجود تحت سطح الماء.
لماذا الإنترنت العميق آمن؟
يعتبر الإنترنت العميق قانونيا بصورة كبيرة، ولكن يتميز بأنه يمتلك عوامل أمان مثيرة للانتباه بخلاف أشكال المواقع الإلكترونية الأخرى.
ويفسر موقع شركة نورتون الأمريكية المتخصصة في تصميم مضادات فيروسات الإنترنت، سر أمان الإنترنت العميق بالأمور الآتية:
1. قواعد البيانات المحمية
تكون الملفات فيه محمية بشكل عام، ولا ترتبط بمناطق أخرى من الويب، ليتم البحث عنها فقط داخل قاعدة البيانات تلك نفسها فقط.
2. آمن للمؤسسات الحكومية
يمكن استخدام الإنترنت العميق في مختلف أشكال الشبكات الداخلية للمؤسسات والحكومات والمرافق التعليمية، للتواصل وإدارة جميع العمليات الخاصة داخل مؤسساتهم، لأنه يكون أفضل وسيلة لحماية البيانات.
3. حماية الحسابات
تستخدم معظم الأنظمة المصرفية الإنترنت العميق من أجل حماية الحسابات المالية للبنوك والمصارف وشركات الائتمان والتأمين والتقاعد.
4. حماية البريد الإلكتروني
تستخدم المؤسسات الكبرى نظم الإنترنت العميق لإدارة حسابات البريد الإلكتروني الداخلية للعاملين لديها، كما أنها يمكنها أن تنظم أيضا مواقع تواصل اجتماعي داخلية سرية للعاملين لديها، باستخدام تلك التقنيات العميقة.
5. الوثائق الطبية والقانونية
يمكن استخدام الإنترنت العميق أيضا في حماية مختلف أشكال الملفات والوثائق الحساسة، مثل الوثائق الطبية والقانونية، التي يخشى من أن يتسبب تسريبها في إحداث مشاكل كبيرة وخرق للخصوصية الخاصة بعدد من الناس.
لماذا يلجأ بعضهم إلى الإنترنت المظلم؟
عرفنا كيف أن الإنترنت العميق يعتبر نشاطا شرعيا، إذن لماذا يلجأ بعضهم إلى الإنترنت المظلم، ويعتبرها بعضهم الآخر ملاذا وحيدا لهم داخل الشبكة العنكبوتية.
ويلجأ بعض الناس إلى الإنترنت المظلم لعدة أسباب:
1. عدم الفهرسة
يلجأ معظم الأفراد إلى الإنترنت المظلم، لأنه لا يمكن فهرسة صفحات المواقع على أي من محركات البحث الشهيرة، حيث لا يمكن لمحرك بحث غوغل أو بينغ أو ياهو! أو أي من محركات البحث الشهيرة الأخرى، اكتشاف أي نتائج خاصة بتلك المواقع، التي تظل موجودة في ركن مظلم غير معروف في الشبكة العنكبوتية.
2. الأنفاق الافتراضية
يوفر الإنترنت المظلم ما يطلق عليه أنفاق حركة المرور الافتراضية، والتي تتم من خلال بنية تحتية عشوائية للشبكة، لتوفير وسيلة سهلة للتخفي وعدم تتبع الأنشطة على الإنترنت.
3. التسجيل الفريد
لا يمكن الوصول إلى الإنترنت المظلم من قبل المتصفحات التقليدية، بسبب مشغل التسجيل الفريد الخاص بها.
ويتم أيضا إخفاء أنشطة المستخدمين بشكل أكبر، من خلال إجراءات أمان الشبكة المختلفة مثل جدران الحماية والتشفير، ما يتيح القيام بأي أنشطة إجرامية أو محتوى غير قانوني، أو مواقع “التداول” غير الرسمية، حيث يمكن للمستخدمين شراء سلع أو خدمات غير مشروعة، ومع ذلك، فقد استفادت بعض الأطراف القانونية من هذا الإطار أيضًا.
كيفية الدخول إلى عالم الإنترنت المظلم (دارك ويب)
لم يكن الإنترنت المظلم منطقة يمكن الوصول إليها بسهولة في بداياته، وكان يستوجب الدخول إليه وسائل معقدة جدا، لا يفهمها ولا يستوعبها إلا متخصصي الإنترنت والهاكرز المحترفين فقط، بالإضافة إلى جهات إنفاذ القانون السرية، التي تتبع الجرائم الإلكترونية المتنوعة.
ولكن اختلفت الأمور كثيرا بظهور متصفحات الإنترنت السرية مثل “تور”، والتي تخفي هوية أي شخص، وتجعله يتمكن من الغوص في الإنترنت المظلم بكل أمان.
ويوفر متصفح “تور” للمستخدمين إمكانية الوصول لزيارة مواقع الويب المظلمة، بكل سهولة.
ويمكن الدخول إلى عالم الإنترنت المظلم بكل سهولة عن طريق متصفح “تور”، والتي يستوجب الدخول إليها استخدام ملف يطلق عليه “مشغل السجل”.
وتاريخيا، ظهر متصفح “تور” في الجزء الأخير من تسعينيات القرن الماضي، وأطلقه مختبر أبحاث تابع للبحرية الأمريكية للاستخدام السري للإنترنت، ولكنه انتشر بعد ذلك وبدأ تطويره للجمهور العام، الذي يرغب في المزيد من الخصوصية، والذي تم تطويره وتحديثه كثيرا ليصبح تطبيقا مجانيا حاليا، حتى أنه يمكن استخدامه كمتصفح إنترنت عادي، وكذلك لتصفح الإنترنت العميق أو المظلم.
ويعمل متصفح “تور” من خلال استخدام مسارات عشوائية من الخوادم المشفرة، التي يطلق عليها اسم “العقد”، والتي تتيح للمستخدمين الاتصال بشبكة الويب المظلمة دون الخوف من تتبع أفعالهم، أو كشف سجل المتصفح الخاص بهم.
مخاطر الإنترنت المظلم
حدد تقرير “إنتو ذا ويب أوف بروفيت” العالمي الأدوات أو الخدمات التي تقدم عبر شبكات الدارك ويب، وربما تشكل خطرا على الإنترنت بشكل عام.
وجاءت تلك الأدوات أو الخدمات على النحو الآتي:
1. الأدوات أو البرمجيات الضارة
2. خدمات مجانية لهجمات سيبرانية عن بعد
3. خدمات التجسس والاستهداف لأي شخص
4. خدمات الدعم التعليمية لأساليب القرصنة
5. أوراق الاعتماد البنكية
6. أدوات التصيد الاحتيالي
7. بيانات العملاء
8. غسل الأموال
9. البيانات التشغيلية للعملاء
10. البيانات المالية للعملاء
11. أسرار تجارية وكسر حقوق الملكية الفكرية
حدد التقرير أيضا 3 مخاطر جديدة ناشئة من الإنترنت المظلم، والتي جاءت على النحو التالي:
1. التقليل من قيمة المؤسسات
وتكمن الأزمة الرئيسية في أن تلك الأنشطة يمكنها أن تسفر عن تقويض الثقة في علامة تجارية بعينها، أو تضر بسمعة شركة أو خدمة منافسة، أو تسمح بتحقيق شركة منافسة لمكاسب على حساب شركة أخرى.
2. تعطيل المؤسسة
والتي قد تشمل هجمات سيبرانية أو بث برمجيات الضارة الأخرى التي تؤثر على العمليات التجارية، لأحد الشركات المنافسة.
3. الاحتيال على المؤسسات
والذي قد يشمل سرقة “رموز تعريف” المؤسسات، أو التجسس، الذي يضعف قدرة الشركة على المنافسة، أو يتسبب في خسارة مالية مباشرة لها.
[ad_2]