اخبار العراق

حج المسؤولين إلى نينوى.. رقص على الجراح أم صحوة متأخرة؟

[ad_1]

النور نيوز/ بغداد

المسؤول تلو الآخر تستقبل محافظة نينوى، منذ أيام، على وقع “هستيريا الانتخابات” التي يعيشها العراق، وسط تساؤلات عن سبب تغافل هؤلاء المسؤولين، خلال الفترة الماضية، عن المدينة المنكوبة، وتصاعد مؤشر الزيارات إليها، مع قدوم موعد اقتراع تشرين.

هذا السباق، بدأ منذ عدة أشهر، حيث زار المدينة، عدة زعماء سياسيين، وشخصيات نافذة، بداعي الاطلاع على أوضاع سكانها، وحلّها، فضلاً عن الدفع بعملية الإعمار إلى الأمام.

وبينما يعتبر التنافس خلال الفترة التي تسبق الانتخابات نتيجة طبيعية، إلا أن صراع بعض القوى خاصة في محافظة نينوى، تخللته مؤشرات بدت لمراقبين “عدائية”، وصراع إعلامي علني، فخلال أقل من أسبوعين اضطرت جهتين واحدة مستقلة والأخرى تنفيذية لأصدار تبريرات وتوضيحات بعد أن شاب عملهما اتهامات بالانحياز لكتلة دون أخرى بما يؤثر على نتائج الانتخابات.

زيارة الحلبوسي

وخلال زيارة رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي إلى الموصل في أواخر تموز/ يوليو الماضي، وضمن جولة تأتي ضمن الحملة الانتخابية، أصدرت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في 29 تموز/يوليو، وخلال تواجد الحلبوسي هناك، تغييرات في مكتب مفوضية نينوى طالت 8 موظفين من مهام مدير مكتب وحتى مسؤول شعبة الإعلام، وبينما جرى إعادة تدوير مناصب بين اسمين، جرى استبدال الأسماء الستة البقية بالكامل.

هذه الخطوة أثارت الشكوك في الأوساط السياسية والشعبية، فيما أثارت حفيظة الكتل المنافسة، فعلى سبيل المثال أصدر تحالف عزم، بزعامة خميس الخنجر، بيانًا أشار إلى وجود “من يحاول الهيمنة على قرارات ومقدرات الهيئات المستقلة في العراق”، مبينة أن “لتغييرات التي حدثت بمكتب مفوضية نينوى جرت بطريقة مكشوفة، لا سيما مع تواجد رئيس أحد التحالفات الانتخابية بالمحافظة”، مطالبة رئاستي الجمهورية والوزراء والقضاء الأعلى والأمم المتحدة بـ”التدخل”.

’الشفل’ يتدخل

ولم تمض سوى 10 أيام، حتى شهدت نينوى حادثة أخرى، عندما أظهر مقطع مصوّر عجلة “شفل”، وهي تقوم بإسقاط وإزالة لافتة دعاية انتخابية لزعيم كتلة عزم خميس الخنجر، الأمر الذي أشعل ردود فعل غاضبة من كتلة الخنجر التي وصفت الفعل بأنه “بلطجة سياسية واضحة وتجاوزًا سافرًا على الحقوق التي كفلها القانون والدستور”، فيما توعدت بإقامة دعوة قضائية.

المواطن الموصلي، ناهض الشمري، رأى أن “الصراع القائم على مدينة الموصل، وتقاطر المسؤولين إليها لدواعٍ وحجج مختلفة، وواهية، يعطي صورة ومؤشراً واضحاً على أهمية تلك المدينة، لكنه في ذات الوقت، يعلمنا بأن السياسيين يتذكرون أوجاعنا ويرقصون عليها فقط في أوقات الانتخابات، ويعتبروننا رقما انتخابياً، يستخدمونه كل أربع سنوات، إذ أن تلك المدينة، لم تشهد حملة إعمار واضحة، ولم يُعاد القرار فيها للعراق، بشكل خالص”.

ولفت الشمري، في حوار مع “النور نيوز” إلى أن “الواقع في المدينة لا يحتمل مثل هكذا نشاطات، حيث زارنا خلال أيام معدودة عدد كبير من السياسيين، والمرشحين، الجدد إلى الانتخابات، ونحن نعلم بأن قدرتهم على تغيير أوضاع المدينة، وحل مشكلات سكانها، محدودة، وتنعدم في مفاصل كثيرة، فالنواب لا يمكنهم التدخل في الملف التنفيذي، لكن للأسف الوعود التي يمنحونها للناس، هي في صلب عمل السلطات التنفيذية، وليس من اختصاص النائب، الذي يقتصر عمله على التشريع والمراقبة”.

فيما يرى زميله وهاب العبيدي (30 عاماً) في تعليق لـ “النور نيوز” أن “النكبات التي تعرضت لها نينوى جعلتها أسيرة الأحزاب السياسية، ومشاريعها الانتخابية، لكن في النهاية سيأتي اليوم الذي تصحو من كبوتها، وتنهي تلك النشاطات الطفيلية”.

الكاظمي في نينوى 

وزار رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، مدينة الموصل، وتحديداً قضاء سنجار، الذي يعد معقل الايزيديين في العالم، وأعطاهم وعوداً تخص جملة ملفات.

وقال الكاظمي في كلمة خلال جلسة مجلس الوزارء، ان الفساد وسوء الإدارة من العوامل التي تسببت بسقوط المحافظة بيد عصابات داعش الارهابية، مبينا ان المعركة ضد الفساد طويلة وهي قد تكون أكبر من معركة داعش، وتحتاج إلى التكاتف معاً.

وكشف الكاظمي، عن تشكيل لجنة خاصة لإعمار الموصل، كما وجه بوضع خارطة طريق وخطة عمل سريعة، لمعالجة المشاكل التي تعاني منها المحافظة.

ووجه الكاظمي، الوزراء بالقيام بزيارات منتظمة إلى نينوى؛ للوقوف على مشاكلها، ووضع حلول فاعلة وسريعة لها، مبينا ان على الوزارات كافة تقديم كل إمكانياتها، للجنة إعمار الموصل؛ كي تنجح في مهمتها.

جملة ملفات غير محسومة 

السياسي، سليمان الجرجري، أكد أن “تقاطر السياسيين على المدينة، يجب أن ينعكس على واقعها بشكل فعلي، من ناحية الخدمات، والأمن، وتخليصها من الوضع المزري الذي تعيشه، وهذا يعتمد على نوعية السياسيين القادمين إليها، فهناك من يسعى إلى مصالحه الشخصية، وآخرون، مصالح أحزابهم، وآخر ما يفكر فيه البعض هو تحسين معاش سكان الموصل”.

ويضيف الجرجري، في تصريح لـ “النور نيوز” أن “أهالي الموصل، باتوا يعرفون السياسيين وحيلهم، ولذلك بدأ تفاعلهم، يقل مع ولائم السياسيين، خاصة وأن الوعود التي منحوها سابقاً تخلو عنها في أول مطب، ما شكل صدمة لدى الاهالي، بالإضافة إلى ما تعرضت له المدينة على يد الارهاب، والتطرف، وبقاء جملة ملفات عالقة، بحاجة إلى إنهاء، وهذا ما رقص عليه السياسيون بقوة”.

واستقبلت محافظة نينوى، منذ مطلع الشهر الحالي، عدداً من المسؤولين الحكوميين، من بينهم رئيس صندوق “إعادة إعمار المناطق المتضررة من العمليات الإرهابية” محمد هاشم العاني، الذي ناقش عدداً من الملفات، أبرزها إعادة تأهيل عدد من المشاريع والواقع الصحي في نينوى، والعمل على تأهيل مطار الموصل بشكل نهائي بعد إكمال جميع المخططات الهندسية والكلف التخمينية.

وعلى الرغم من مرور أربع سنوات على إعلان السلطات العراقية عن تحرير الموصل وبقية مدن العراق من سيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي، فإن المدينة ومناطق أخرى في نينوى لا تزال تعاني من الإهمال، ولم يتمكن الآلاف من سكان المدينة القديمة في الموصل من العودة إلى منازلهم التي ما زالت مدمرة حتى اليوم.

كما تشهد بعض مدن نينوى توترات أمنية، مثل سنجار غربي المحافظة، التي يسيطر عليها حزب “العمال الكردستاني” وفصائل تابعة له منذ سنوات، بينما تشهد مدينة مخمور، التي تبعد 105 كيلومترات عن الموصل، هجمات متكررة لتنظيم “داعش” الإرهابي، الذي تتهم قيادات أمنية عناصره بالاختباء في “جبل مخمور”.

 

[ad_2]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *