[ad_1]
في الوقت نفسه، فإن تردد المواطنين في أخذ اللقاحات ومشكلات الإمداد تعني أن معظم البلدان لن تقترب حتى من الأرقام الأصلية.
ويقول جريج بولاند، مدير مجموعة أبحاث اللقاحات في Mayo Clinic بولاية مينيسوتا، لوكالة “بلومبرغ”: “لا، هذا مستبعد جدًا، بحكم التعريف”.
وأضاف أنه حتى معدل التطعيم الذي يصل إلى 95٪ لن يحقق ذلك، وتابع: “إنه سباق بين تحور متغيرات أكثر قابلية للانتقال من أي وقت مضى والتي تطور القدرة على التهرب من المناعة، ومعدلات التحصين”.
والتحصين الطبيعي لن يحل المشكلة أيضًا، وليس من الواضح كم من الوقت تستمر المناعة الطبيعية المكتسبة جراء النجاة من إصابة سابقة بالفيروس، وما إذا كانت ستكون فعالة في محاربة سلالات جديدة.
المتغيرات المستقبلية، بما في ذلك التي يمكن أن تتجنب المناعة بشكل أكثر كفاءة من دلتا، تثير تساؤلات حول كيف ومتى سينتهي هذا.
وهناك بالفعل دلائل على أن بعض الناس -وبعض الأماكن مثل البرازيل ودول أخرى في أميركا الجنوبية – يتعرضون للهجوم مرة أخرى من قبل سلالات جديدة.
وبدون مناعة القطيع، يمكن أن يستمر الفيروس لعقود في شكل ما، وربما يجبر أقوى دول العالم على تعديل استراتيجياتها المتباينة بشأن فتح الحدود والاقتصادات.
وقد تضطر دول مثل الصين التي اتبعت سياسات صارمة، تسمى سياسات Covid-Zero من خلال محاولة القضاء على كل إصابة، إلى التفكير في موقف أكثر مرونة. دول أخرى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، التي فتحت أبوابها على الرغم من عودة ظهور الفيروس، تتعرض لخطر موجة تلو أخرى من العدوى.
ولم تكن اللقاحات حتى الآن هي الحل السريع الذي كان البعض يأمل فيه. إسرائيل، التي تعد من بين أكثر الدول تلقيحًا في العالم، بدأت بالفعل في إعطاء جرعات معززة، وسط أدلة على أن التطعيمات الحالية لا توفر الحماية التي كانت مأمولة. وقالت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي إن الأميركيين الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة سيحصلون على جرعة ثالثة.
وأقوى اللقاحات، بما في ذلك القائمة على تقنية mRNA من شركات فايزر وبايونتك وموديرنا، ستجعل من السهل الوصول إلى مستويات عالية من المناعة لأنها فعالة جدًا. مع ذلك، فإن العدوى الاختراقية – حالات الإصابة بعد التطعيم – ممكنة حتى مع هذه اللقاحات. وقد توفر لقاحات أخرى، بما في ذلك تلك التي صنعها المطورون الصينيون ولقاحي أسترازينيكا وجونسون أند جونسون، حماية أقل.
ومناعة القطيع هي أمر حقيقي، فهي تحمي معظم سكان العالم من التهديدات الفيروسية من الحصبة إلى شلل الأطفال. وينسب العلماء إليها الفضل في المساعدة في القضاء على داء الجدري، لكنها أيضاً قدمت روايات خاطئة.
وقال ويليام هاناج، عالم الأوبئة والخبير في ديناميات الأمراض المعدية في جامعة هارفارد، مدرسة T.H. Chan للصحة العامة: “إنها تقدم للناس رؤية غير واقعية لكيفية اقتراب الوباء من نهايته، ولا تأخذ في الحسبان تطور الفيروس أو طبيعة المرض في حالات الإصابة مرة أخرى”.
لكن، على الرغم من الأدلة على أنه سيكون من الصعب أو من المستحيل الوصول إلى مناعة القطيع، فإن العديد من مسؤولي الصحة العامة ليسوا مستعدين للتخلي عن الهدف، إذ تركز الحكومات في جميع أنحاء العالم على توسيع برامج التلقيح.
مع ذلك، فإن النهج الفردي للعديد من البلدان، ونقص اللقاحات، يساهمان في تعميق المشكلة العالمية. ويبقى خطر الفيروس على الجميع، طالما أن أي دولة معرضة لتفشٍ واسع النطاق.
يقول الخبراء إنه من غير المرجح أن يضع العالم الوباء خلفه حتى عام 2022 على أقرب تقدير. ويمكن تأخير الهدف إذا قام الفيروس بتحور آخر ليصبح أكثر قابلية للانتقال أو حتى أفضل في التهرب من المناعة.
هناك أمل في لقاحات جديدة ومقاربات أخرى يمكن أن توقف انتقال العدوى بشكل أكثر دراماتيكية، لكن لم يتم اختبار أي منها على البشر حتى الآن. وسوف تمر بضع سنوات قبل أن تصبح إمكانية حقيقية.
بدلاً من ذلك، هناك احتمال كبير بأن يظل الفيروس راسخًا على مستوى العالم، مما يتسبب في تفشي المرض الذي نأمل أن يتم تخفيفه جزئيًا عن طريق التطعيمات والتدخلات الأخرى التي تحركها الصحة العامة.
وقال هاناج: “دلتا ليست شيئًا يمكننا القضاء عليه.. حتى ألفا كان صعبًا. مع ذلك، ومع وجود مناعة كافية يتم تحقيقها بشكل مثالي عن طريق التطعيم، يمكننا أن نتوقع أن يصبح مرضًا أكثر اعتدالًا”.
ويقول مدير مجموعة أبحاث اللقاحات في Mayo Clinic إن الإنفلونزا الإسبانية عام 1918 أظهرت كيف يمكن أن ينتشر كوفيد-19. ومن المحتمل أن تستمر المتغيرات في الظهور، مما يجبر على استخدام المعززات أو التحصينات الروتينية، التي تستهدف السلالات الأحدث.
وأضاف: “إذا كنا محظوظين، فإن ما يحتمل أن يحدث هو أن هذا سيصبح شيئًا أقرب إلى الإنفلونزا، حيث سيظل موجودًا دائمًا وسيصبح موسميًا، تمامًا مثل فيروسات كورونا المنتشرة بالفعل، وسيتعين علينا فقط الاستمرار في التحصين”.
[ad_2]