[ad_1]
بغداد اليوم-متابعة
ذكرت تقارير صحفية أن إيران باتت تعاني في الوقت الحالي من أسوأ موجة لجائحة فيروس كورونا المستجد، فيما قالت السلطات المختصة إنها ستفرض “إغلاقًا عامًا” لمدة 6 أيام في مدن رئيسية بجميع أنحاء البلاد بعد أن تعرضت لما تصفه بالموجة الخامسة، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية يوم السبت.
ويشمل الإغلاق جميع البازارات والأسواق والمكاتب العامة، فضلاً عن دور السينما وصالات الألعاب الرياضية والمطاعم في جميع المدن الإيرانية.
وأشارت وسائل الإعلام إلى أن الإغلاق سيبدأ يوم الاثنين وسيستمر حتى السبت، في حين أمرت فرقة العمل الوطنية الخاصة بفيروس كورونا، التي أصدرت القرار، بحظر السفر بين جميع المدن الإيرانية من الأحد إلى الجمعة.
وكانت تقارير قد تحدثت عن ارتفاع أعداد الإصابات والوفيات الناجمة عن تفشي متحور دلتا في البلاد، في وقت تكافح فيه السلطات المختصة لإنقاذ الناس وسط عملية تطعيم بطيئة للغاية، وفقا لما ذكرت صحيفتا “وول ستريت جورنال” و”نيويورك تايمز”.
رئيسي يتجاهل التحذيرات
وكان الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، قد رفض حظر التجمعات الدينية خلال الأسبوع الماضي في ذكرى عاشوراء، متجاهلا التوصيات التي صدرت عن الجهات الصحية المختصة بهذا الشأن، وتزامن هذا الأمر مع الوقت الذي تشهد فيه مستشفيات البلاد اكتظاظا كبيرا في أعداد المرضى ونقصا كبيرا في أعداد الأسرة، مما دفع دفع القوات المسلحة إلى تحويل الملاعب وبعض المساجد إلى مستشفيات ميدانية.
وكانت الحكومة مترددة في فرض عمليات إغلاق جديدة لاحتواء الموجة الأخيرة حيث يعاني اقتصاد البلاد من العقوبات الأميركية بسبب برنامجها النووي، فيما تساهلت السلطات في تطبيق الإجراءات الاحترازية مثل ارتداء الكمامة والمحافظة على سياسة التباعد الاجتماعي.
وبحسب الإحصائيات فقد جرى تطعيم نحو 4.4 في المئة فقط من سكان إيران البالغ عددهم 80 مليون شخص بشكل كامل، فيما تلقى 18 بالمئة جرعة واحدة من اللقاحات الصينية.
ويُعزى معدل التطعيم المنخفض نسبيًا بشكل أساسي إلى نقص الجرعات بعد حظر فعلي على اللقاحات المنتجة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة فرضه المرشد علي خامنئي، الذي وصفها في يناير بأنها “غير جديرة بالثقة تمامًا”، بينما لم يلب الإنتاج المحلي من اللقاحات حاجة السكان في العاصمة طهران.
وفي مواجهة الأزمة المتزايدة، تراجع خامنئي، يوم الأربعاء، عن موقفه السابق وحث السلطات على مضاعفة جهودها لشراء اللقاحات، بما في ذلك اللقاحات الغربية.
وبلغ عدد الحالات الجديدة في إيران حوالي 40 ألف حالة يوميًا هذا الأسبوع، مع وفاة أكثر من 500 مريض يوم الخميس، وكلا الرقمين أعلى من الأرقام القياسية السابقة التي تم تسجيلها خلال آخر موجة كبيرة من فيروس كورونا في أواخر عام 2020.
ويقترب العدد الرسمي للوفيات من 100 ألف حالة على الرغم من أن الكثير من المراقبين والمختصين يقولون إن العدد أعلى بكثير، في حين وصل العدد الإجمالي للإصابات إلى 4.3 مليون، وفقًا لوزراة الصحة الإيرانية.
إحباط.. وغضب
وقال أراش أنيسيان رئيس مستشفى ابن سينا بطهران “نحن عالقون في دوامة”، مشيرا إلى أن الإصابات ارتفعت بشكل حاد بسبب “عدم الامتثال للبروتوكولات الصحية، وانخفاض معدلات التطعيم، وبسبب تأخر الحكومة في استيراد اللقاحات”.
فيما أوضح عباس حسيني، صاحب متجر يبلغ من العمر 56 عامًا في طهران وهو الوحيد الذي حصل على جرعة واحدة بين أفراد عائلته الذين لم يحصلوا على اللقاح حتى الآن، أن “الحكومة أنفقت على إنتاج اللقاحات المحلية أموالا طائلة كانت تكفي لشراء كميات أكبر من اللقاحات الأجنبية، مضيفا: “لا يجب التساهل بحياة الناس والتلاعب بهذه الطريقة”.
ومع تنامي الغضب العام، ولاسيما بسبب نقص اللقاحات، سعت بعض الجهات المختصة إلى إلقاء اللوم على الحكومة، إذ انتقد رئيس فرقة عمل كوفيد-19 بطهران، علي رضا زالي، هذا الأسبوع حكومة الرئيس السابق حسن روحاني، قائلاً إنها فشلت في فرض قيود الإغلاق أو شراء لقاحات كافية.
وفي اعتراف صدم العديد من الإيرانيين، قال زالي أيضًا إن طهران لم تعطِ أرقاما دقيقة عن أعداد الوفيات الحقيقي لمنظمة الصحة العالمية، وأن بلاده لم تستشر الخبراء الدوليين ورفضت العديد من المساعدات الأجنبية.
وقال نائب وزير الصحة، إيراج حريرجي، الأسبوع الماضي، إن عدد الوفيات في إيران سيرتفع لمدة ستة أسابيع، بحسب تقديرات وكالات دولية، فيما جرى تصنيف جميع محافظات إيران الـ 31 تقريبًا على أنها “حمراء”، وهي أعلى مستوى من المخاطر بموجب نظام التنبيه الإيراني.
ظريف يرد..
وردا على الانتقادات، قال وزير الخارجية الأسبق جواد ظريف الخميس على إنستغرام إن حكومته حصلت على 24 مليون جرعة من عبر المساعدات أو شرائها، منها 10 ملايين جرعة تبرعات من الصين و2.9 مليون من اليابان. كما تلقت 2.2 مليون جرعة لقاح من خلال مبادرة كوفاكس، أنتجتهما كوريا وإيطاليا.
وانتقد بعض الإيرانيين قادتهم لعدم تحملهم المسؤولية عن أخطائهم، إذ قال حسن، وهو رجل عاطل عن العمل يبلغ من العمر 35 عامًا في طهران لم يتم تطعيمه إنه بات يخشى الخروج من المنزل بسبب تفشي متحور دلتا في البلاد.
وأوضحت أم لطفل يبلغ من العمر 13 عامًا أنها لم تستطع أن تجد سريرا لابنها بعد أن تفاقمت أعراض الجهاز التنفسي لديه، وأن الأطباء الذين قاموا بزيارات منزلية كانوا يطلبون منها أسعارا باهظة للعلاج، مردفة أنها في أحد الأيام انتظرت من منتصف الليل حتى الثالثة صباحًا خارج صيدلية تعمل على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع للحصول على الأدوية المضادة للفيروسات الموصوفة لها.
وقال إحسان باديغي، الصحفي بصحيفة إيران الحكومية، في مقابلة مع نيويورك تايمز إن جارته، وهي أم لطفلين تبلغ من العمر 43 عامًا، توفيت قبل أيام قليلة لعدم توفر سرير في المستشفى، ولعدم قدرتها على تحمل تكاليف الرعاية المنزلية.
وزاد “التطعيم أو الحجر الصحي يحتاجان إلى المال والتخطيط ولا يحدث أي منهما هنا.. لذا فإن الوباء مستعر وسيستمر في التفاقم. نحن نموت ولا أحد يهتم “.
تأخير متعمد
بالمقابل أوضح، كاميار علائي، خبير الصحة العامة الإيراني والرئيس المشارك لمعهد الصحة والتعليم الدولي في ألباني، بولاية نيويورك أن النظام في طهران “قد أخر عن عمد تلقيح الناس على أمل أن يصبح لقاحهم المحلي (بركات) متاحًا للاستخدام”.
وكان المفترض أن تقدم إيران بحلول أغسطس 50 مليون جرعة من اللقاح المحلي، ولكن حتى الآن لم ينتج منه سوى 8 ملايين جرعة فقط، وفي هذا الصدد يقول الطبيب، أرش أنيسيان، رئيس مستشفى ابن سينا: “كان هناك تصور خاطئ بأننا نستطيع بشكل مستقل توفير الاحتياجات.. نحن بحاجة إلى استيراد ما لا يقل عن 80 مليون جرعة من اللقاحات”.
وكان الآلاف من الإيرانيين قد سافروا خلال الشهر الماضي إلى أرمينيا المجاورة، التي تقدم جرعات مجانية من اللقاح لزوارها الأجانب، بينما سعى آخرون للحصول على لقاح فايزر الذي يجري تهريب جرعاته عبر الحدود العراقية حيث تباع الجرعتين مقابل 900 دولار أميركي تقريبا.
وفي مدينة مشهد، ثاني أكبر مدينة في البلاد، يقول الطبيب، مهديار سعيدان، البالغ من العمر 39 عامًا إن المدينة والبلاد بشكل عام يواجهون وضعا صعبا يتجاوز وصف الكارثة، موضحا: “نظام الرعاية الصحية على وشك الانهيار”.
وتابع: “لم نشهد أوضاعا بهذا السوء حتى خلال الحرب مع العراق التي امتدت على مدى 8 سنوات من العام من 1980 إلى 1988”.
شهادات وتوسلات من “الجيش الأبيض”
وقال أطباء في الخطوط الأمامية في طهران وأصفهان والأهواز ومشهد لصحيفة نيويورك تايمز إن المعدل الحقيقي للعدوى قد يكون أعلى بكثير من المعدل الرسمي البالغ حوالي 40 ألفًا يوميًا بسبب عدم كفاية الاختبارات وعدم الحصول على الرعاية.
وعبروا عن غضبهم الشديد بسبب رفض قادة بلادهم شراء اللقاحات في الوقت المناسب أو بكميات كافية لأنهم فضلوا التمسك بالبدائل المحلية التي لم تؤتِ أكلها حتى الآن، مما دفع بعض الأطباء إلى نشر مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي يتوسلون فيها المسؤولين بسرعة التحرك مباشرة قبل أن تزداد الأزمة سوءًا.
وقال الدكتور محمد رضا فلاحيان، الطبيب المعروف وأستاذ الطب في طهران: “يجب أن يحاسب كل مذنب.. اللقاحات تصل متأخرة جدا جدا.. ونحن الأطباء لا نعرف ما الذي يمكننا أن نقوم به. بلادنا على حافة الانهيار”.
[ad_2]