[ad_1]
بغداد اليوم – تقرير: محمود المفرجي الحسيني
سبع سنوات بالتمام والكمال انقضت على يوم الإبادة الايزيدية، والتي تتكرر كل عام بنفس المشهد الذي لا يتغير، من نزوح وتشريد وآلام وفقر وايتام وثكالى ومغتصبات، وذكريات دامية يندى لها جبين البشرية.
نعم .. لم يعرف التاريخ الحديث إبادة كالتي عرفتها سنجار، المدينة التي حاكت التاريخ ورقصت على أوراقه ودونت فيه كل ما هو جميل وساحر ابتداء من معابدها “المخروطية الجميلة” واجراس كنائسها ، وجوامع المسلمين فيها، رغم اغلبية الايزيديين، فهي مدينة الشمس والاحلام والأشجار والفرح والموسيقى والتراث والحب والوئام والسلام والتعايش، تحولت بين ليلة وأخرى الى مدينة اسدل عليها ستارة الظلام تئن من فقدان الاهل والاحباب.
هذا ما حدث في الثالث من آب عام 2014، باجتياح تنظيم داعش لمدينة سنجار، وقيامه بابشع الممارسات البربرية التي تمارس ضد الإنسانية، امام انظار العالم اجمع الذي لم يندى جبينه ولم يستح من موقفه الذي لا يناسب مع حجم هذه الفاجعة التي لم تحدث بالتاريخ الا بعصور الجاهلية لما فيها من امتهان للإنسانية.
واستطاعت القوات الأمنية العراقية تحرير سنجار في 15 تشرين الثاني عام 2015، حيث سيطرت القوات على بمشاركة نحو 7500 مقاتل عراقي مدعومين بمقاتلين من الأيزيديين وكذلك مقاتلو حزب العمال الكردستاني التركي (بي كي كي) في الهجوم.
وهذا ما عبرت عنه الناشطة الايزيدية (رفضت الكشف عن اسمها)، بوصفها للفاجعة التي ألمت اهلها، بـ “فاجعة العصر”، التي ما زالت مستمرة الى هذه اللحظة ولم تنته.
وقالت لـ (بغداد اليوم)، انه “قبل سبع سنوات، ارتكب تنظيم داعش الإرهابي، إبادة جماعية ضد الإيزيديين، قُتل خلالها الآلاف منهم، واعدم قسم منهم جماعيا، باطلاق النار عليهم أثناء فرارهم، والقسم الاخر لقي حتفه اثناء لوذه بجبل سنجار الذي لم يسلم من الدواعش”.
وأضافت “تعرض الآلاف غيرهم للاستعباد، واختُطفت النساء والأطفال من عائلاتهم وتعرضوا لأقسى الانتهاكات، بما في ذلك الاغتصاب المتسلسل وأشكال أخرى من العنف الجنسي الذي لا يمكن احتماله”.
وعدت، ان “الانتهاكات استمرت لسنوات ، وغالبًا ما أدت إلى الوفاة، بقصد تدمير قدرة هؤلاء النساء على انجاب الأطفال بشكل دائم، مشيرة الى ان الأيزيديين لم يتمكنوا من استئناف حياتهم، اذ يعيش الآلاف منهم في مخيمات النزوح، ينتظرون على أمل استعادة الأمن والبنية التحتية في سنجار”.
وأشارت الى، ان “الرعب الحقيقي موجود لـ 2800 امرأة وطفل ما زالوا في أسر داعش، مع استمرار بيع النساء الايزيديات قائمًا الى يومنا هذا بالرغم من تحريرها”.
اما الناشط الايزيدي عيسى سعدو، فقد تطرق الى مخيمات النزوح التي يعيش في ظلها اهله الايزيديين.
وقال سعدو لـ (بغداد اليوم)، ان “التعاطف المحلي والدولي تجاه هذه القضية موجود، الا أنه لم يحقق شيئا على أرض الواقع، فلو نذهب الى كردستان سنرى أن أغلب مخيمات النزوح هي للسكان الايزيديين الذين هجروا في مثل هذه الايام من عام 2014 ولازالوا في حال النزوح تحت خيم مهترئة لا ترحم أحدا”.
وأضاف، ان “الوضع في سنجار مأساوي، فالمقابر الجماعية التي تزيد عن 85 مقبرة خلفها داعش من أجساد الايزيديين وعظامهم تنتشر في كل مكان دون وجود جهود للكشف عن الرفات وتسليمها الى ذويها لدفنها بكرامة، فضلا عن مشاهد الخراب والدمار التي تسود المنطقة والعبوات الناسفة لاتزال تحصد الأروح”.
وأشار الى أن “العائدين لسنجار يدفعون ثمن صراع بغداد وأربيل فلا بغداد ترى نفسها امام مسؤولية تدهور الواقع الخدمي في هذه المنطقة ولا أربيل، فضلا عن ذلك لا زال ملف المختطفين هو الجرح الأيزيدي الغائر، فلازال لدينا أكثر من 2700 مختطف مصيرهم مجهول منذ عام 2014 وهو في طي النسيان، بالنسبة للمجتمع الدولي والحكومة العراقية العاجزة، ففي كل ذكرى، نسمع عن الكثير من الوعود والتعاطف ولكن في الواقع والتنفيذ لا نشعر بأي تحسن في واقع الايزيدية .
وعلى السياق ذاته، قال الناشط الايزيدي ممتاز إبراهيم لـ (بغداد اليوم)، ان “سبعة أعوام كاملة وشعب سنجار بالكامل يرزح تحت وطأة الفقر ويسكن الخيم في مخيمات دون وجود حلول تلوح في الأفق لانهاء هذه المآسي”.
من جهته توعد الناشط الايزيدي ، ازاد الايزيدي، بخروج الايزيديين بتظاهرة كبيرة لنيل حقوقهم وارجاع حياتهم التي اختطفها تنظيم داعش الإرهابي.
وقال لـ (بغداد اليوم)، ان “سنجار وأهلها لن تبقى صامتة في 3-8 فالجميع حضروا انفسهم من اجل الخروج بتظاهرة للمطالبة بحقوقهم، اذ ان ما عانت منه سنجار وأهالها يبقى وصمة عار في جبين من تسبب بهذه الإبادة”.
وأضاف، ان “الإبادة التي راحت ضحيتها اقاربنا واحبتنا واخوتنا، ستكون هي الايقونة التي سترجع من خلالها سنجار كارض للسلام”.
[ad_2]