[ad_1]
ويتناقض هذا الاكتشاف مع ما لاحظه العلماء لدى الأشخاص الذين تلقوا التطعيم والمصابين بالسلالات السابقة من الفيروس، إذ بدا أنهم لا يشكلون تهديدا من حيث نقل العدوى إلى الآخرين. ويعني ذلك أن الأشخاص المصابين بما يسمى بـ”عدوى الاختراق” -أي الإصابة بفيروس كورونا رغم تلقيهم جرعتين من اللقاح- من متحور دلتا قد ينقلون العدوى تماما مثل الأشخاص غير الملقحين، حتى لو لم تظهر عليهم أعراض.
بناء على ذلك، أشارت الكاتبة إلى أن الأشخاص الذين تلقوا جرعتين من اللقاح ويعيشون مع أطفال صغار أو آباء مسنين أو أصدقاء وأفراد عائلة يعانون ضعفا في جهاز المناعة سيحتاجون إلى توخي الحذر لا سيما في المجتمعات التي تنتشر فيها العدوى انتشارا كبيرا.
ولا يزال من غير الواضح مدى شيوع عدوى الاختراق ومدة بقاء الفيروس في الجسم في تلك الحالات. وحسب الدكتورة والينسكي، فإن عدوى الاختراق نادرة، ويعدّ الأشخاص غير الملقحين مسؤولين عن الجزء الأكبر من انتقال العدوى.
وتشير البيانات التي استعرضتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى أن الأشخاص الذين تلقوا جرعتين من اللقاح يمكن أن ينقلوا عدوى الفيروس. وتحيل الاستنتاجات إلى أنه يجب إجراء اختبار للأشخاص الملقحين الذين أصيبوا بالفيروس، حتى لو كانوا يشعرون بأنهم بصحة جيدة (ففي بريطانيا، مثلا، يتعيّن على الأشخاص الملقحين الذين تواصلوا مع أحد المصابين عزل أنفسهم مدة 10 أيام).
وأكدت الكاتبة أن البيانات الجديدة لا تعني أن اللقاحات غير فعالة، فهي لا تزال تحول دون تطور حالة المصابين إلى الأسوأ والوفاة، ونادرا ما ينتهي الأمر بالأشخاص المصابين بعدوى اختراق في المستشفى.
ووفقا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن نحو 97% من الأشخاص الذين يدخلون المستشفى جراء فيروس كورونا هم من غير المُلقحين، ولكن العلماء حذروا حتى خلال العام الماضي من أن اللقاحات قد لا تمنع منعا كاملا الإصابة بالعدوى أو انتقالها (فحتى المناعة المكتسبة من العدوى الطبيعية قد توفر حماية أقل).
وأشارت الكاتبة إلى أنه نادرا ما اخترقت السلالات السابقة من الفيروس حاجز التحصين، وذلك دفع مركز السيطرة على الأمراض في مايو/أيار إلى طمأنة الأشخاص الذين تلقوا التطعيم وإعلامهم بأن بإمكانهم الامتناع عن ارتداء الأقنعة داخل الأماكن المغلقة، ولكن يبدو أن القواعد الصحية المعتادة لا تنطبق على المتحور دلتا.
وأوضحت الكاتبة أن المتحور دلتا معدٍ أكثر من الفيروس الأصلي بنحو الضعف، واقترحت إحدى الدراسات أن الحمل الفيروسي لدى الأشخاص غير الملقحين المصابين بالمتحور دلتا قد يكون أعلى ألف مرة مقارنة بما لوحظ لدى الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس الأصلي. وقال أحد الخبراء المطلعين على البحث إن بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها تدعم هذه النتيجة.
وأصبحت حالات عدوى الاختراق متكررة على نحو متزايد، إذ أبلغ العديد من الأشخاص الذين تلقوا التطعيم عن معاناتهم من الزكام أو الصداع أو التهاب في الحلق أو فقدان حاسة التذوق أو الشم، التي تمثل أعراض عدوى الجهاز التنفسي العلوي. ولكن الغالبية العظمى من المصابين لا ينتهي بهم الأمر بالحاجة إلى رعاية طبية مكثفة لأن الدفاعات المناعية التي ينتجها اللقاح تدمّر الفيروس قبل أن يتمكن من الوصول إلى الرئتين.
من جانبها، قالت ميشال تال عالمة المناعة في جامعة ستانفورد “ما زلنا نشهد تأثيرا هائلا في شدة المرض وحالات الدخول إلى المستشفى، وهذا حقا ما صُنع اللقاح من أجله”.
وذكرت الكاتبة أن لقاحات فيروس كورونا تُحقن في العضلات وتبقى الأجسام المضادة التي تنتجها الاستجابة المناعية في الغالب في مجرى الدم.
وتشق بعض الأجسام المضادة طريقها إلى الأنف، وهو المنفذ الرئيس لدخول الفيروس، لكنها لا تكفي لمنعه من الانتقال إلى الرئتين. وحسب اختصاصي المناعة الفيروسية بجامعة ألاباما في برمنغهام، فرانسيس لوند، فإن “اللقاحات فعالة بشكل مذهل لكنها لن تمنحك تلك المناعة الطبيعية”.
وعندما يتعرض الإنسان لأي عامل ممرض يصيب الجهاز التنفسي، فإن العامل يجد بيئة ملائمة للتكاثر في بطانة الغشاء المخاطي للأنف من دون التسبب في أي ضرر يتجاوز ذلك. وقال الدكتور مايكل ماركس، عالم الأوبئة في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، إنه “إذا تجولت في الشارع وأخذت عينات من الناس، ستجد أشخاصا مصابين بالفيروسات في الغشاء المخاطي ولم تظهر عليهم أعراض، وذلك لأن نظام المناعة لدينا في الغالب يحارب هذه الفيروسات في معظم الأوقات”.
ويبدو أن متحور دلتا يتطور في الأنف، ولعل هذا ما يفسر سبب معاناة مزيد من الأشخاص -أكثر مما توقع العلماء- من عدوى الاختراق وأعراض تشبه أعراض نزلة البرد. ولكن عندما يحاول الفيروس اختراق الرئتين، تتدفق الخلايا المناعية لدى الأشخاص الذين تلقوا التطعيم وتقضي على العدوى بسرعة قبل أن يتسبب الفيروس في كثير من الضرر.
وهذا يعني أن الأشخاص الذين تلقوا التطعيم يصابون بالعدوى وينقلونها في مدة زمنية أقصر بكثير من الأشخاص غير الملقحين، وذلك على حد تعبير الدكتور لوند. وأضاف “لكن هذا لا يعني أنه لا يمكنهم نقل العدوى إلى شخص آخر في أول يومين من إصابتهم”.
ومن أجل وقف انتشار الفيروس، دعا بعض الخبراء إلى استخدام لقاحات رذاذ الأنف التي من شأنها أن تمنع الفيروس من الانتشار في مجرى الهواء العلوي. وقالت الدكتورة تال إن “الجرعة الأولى من اللقاح يجب أن تمنع الموت والدخول إلى المستشفى، في حين تمنع الجرعة الثانية انتقال العدوى. نحن فقط بحاجة إلى جرعة أخرى”.
[ad_2]