[ad_1]
النور نيوز/ بغداد
تصاعدت حدة الهجمات التي يشنها تنظيم داعش، لتخريب أبراج الطاقة في العراق، ضمن تكتيك جديد، يهدف إلى الضغط على السلطات المحلية، وفق مختصين.
وبرز ملف الطاقة الكهربائية في العراق خلال الأيام القليلة الماضية، إلى الواجهة، مع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، والاستهداف المتكرر لأبراج النقل في المناطق النائية، مما تسبب بالانهيار التام للمنظومة مطلع الشهر الجاري، واستقالة وزير الكهرباء ماجد الحنتوش.
ومنذ أيام، تتعرض أبراج نقل الكهرباء إلى تفجير بعبوات ناسفة، وقنابل موقوتة، من قبل عناصر داعش في بعض المناطق التي ينشطون فيها، وهو ما يشكل تحدياً للقوات الأمنية في إيقاف تلك الهجمات؛ بسبب وجود تلك الأبراج في مناطق نائية، وغير مرصودة أو مأهولة بالسكان، وهو ما يجعل تحركات عناصر داعش فيها طبيعية.
لكن انقطاع الكهرباء بشكل شبه كامل عن العراق لا تقتصر أسبابه على الـ”تقنية”، ولا يمكن إحالتها حصراً إلى الهدر والفساد وسوء الإدارة، فإلى جانب الفساد في إدارة هذا الملف، تدور “حرب” موازية أسلحتها العبوات الناسفة والصواريخ، تستهدف أبراجا ومحطات طاقة في العراق وتمنع البلاد من تجاوز أزمة الكهرباء، إذ يعود من جديد مسلسل تفجير أبراج الضغط العالي وبشكل شبه يومي، في المناطق الصحراوية.
وتتمركز الهجمات في محافظات الأنبار، وديالى، وصلاح الدين، فضلا عن منطقة جرف الصخر، جنوبي العاصمة بغداد، غير أنها شهدت تحولاً خلال الأيام الماضية، نحو العاصمة بغداد.
وكشفت وزارة الداخلية العراقية مؤخراً، عن خطط لتوظيف طائرات مسيرة لحماية خطوط نقل الطاقة، وفقا للمتحدث باسم الوزارة، اللواء خالد المحنا.
وأكد المحنا “السعي لاستخدام الطائرات المسيرة في حماية الخطوط الكهربائية”، مشيراً إلى أن “هناك تفاوضا مع شركات صينية بهذا الصدد، فضلا عن وجود دعم دولي للعراق في هذا المجال”.
وأشار المتحدث إلى أنه “سيتم توقيع عقد لجلب طائرات لحماية الحدود وحماية خطوط الكهرباء والمنتجات النفطية”.
ويرى خبراء في الطاقة أن الكهرباء في العراق شهدت تحسناً بسيطاً نتيجة زيادة إطلاقات الغاز الإيراني والصيانة الدورية التي قامت بها الحكومة في الفترة الأخيرة إلا أن التفجيرات التي تعرضت لها الخطوط ساهمت بشكل كبير في تراجع تجهيز الطاقة.
من جهته قال رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، إن الحكومة الحالية وصلت إلى مرحلة جيدة من إنتاج الطاقة الكهربائية، لكن هناك استهدافات متكررة ومقصودة لأبراج الطاقة الكهربائية في عدد من المحافظات.
وأضاف في جلسة للحكومة العراقية ، أن هذه الاستهدافات تؤثر في ساعات تزويد المناطق بالطاقة وتفاقم من معاناة المواطنين.
ووجه الكاظمي قيادات العمليات والأجهزة الاستخبارية بمعالجة هذه الاستهدافات وحماية إبراج الطاقة وملاحقة الجماعات الإجرامية.
بدوره، يرى عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد، سعد المطلبي، يرى أنه “بعد مقاطعة الشعب العراقي لانتخابات 2018، وفشل تكوين مجلس نيابي ممثل حقيقي عن تطلعات المواطنين، بدأت الخلافات السياسية والأمنية تتوسع دائرتها، إذ يتبادلون الاتهامات، ويتقاذفون مسؤوليات الفشل، بل انطلقت إلى أوسع من ذلك، وبدأ التسقيط السياسي”.
وأضاف المطلبي، في تصريح لـ”النور نيوز” أنه “على الأغلب وصلنا إلى مرحلة التسقيط الأمني، وكل جهة تتهم أخرى، بأنه تقف وراء هذا الاستهداف، خاصة وأن الكهرباء من أسهل الأهداف التي تكون عرضة للاستهداف، على اعتبار أنها في مناطق نائية، وكانت هناك فيديوهات عن مهاجمة دورية كردية لأحد أبراج نقل الطاقة، لكن، المسألة أنه صار الأمر قريباً من بغداد، ما يعني على الحكومة اتخاذ إجراءات مشددة في مسألة حماية الأبراج”.
وتابع “في نفس الوقت هو مؤشر على تصاعد الخلافات السياسية مع قرب الانتخابات القادمة، وبما أن الوزارات موزعة بشكل محاصصاتي، فإن وزارتي الصحة والكهرباء محسوبتان على إحدى الجهات، فاي فشل في هتين الوزارتين، سيكون الفشل للكتلة السياسية”.
الهجمات تنتقل نحو بغداد
وخلال اليومين الماضيين، شهدت مناطق بالعاصمة بغداد، استهدافا لأبراج نقل الكهرباء، لأول مرة، منذ بدء تلك العمليات، مما أثار استغراب المتابعين للأوضاع الأمنية، خاصة في ظل التقارير الدولية، التي تتحدث عن تنامي نفوذ داعش في بعض مناطق البلاد.
وبهذا، تزداد المخاوف من إمكانية تنفيذه عمليات من التنظيم الإرهابي في قلب العاصمة العراقية.
وفي آخر عمليات الاستهداف، أعلنت خلية الإعلام الأمني، الثلاثاء، إحباط عملية تفجير أحد الأبراج الرئيسية التي تربط بغداد ومحطة القدس الكهربائية.
وقالت الخلية في بيان: “مفارز وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في وزارة الداخلية، أحبطت عملية تفجير أحد الأبراج الكهربائية الرئيسية التي تربط بغداد ومحطة القدس”.
وأوضحت أنه “بناءً على معلومات استخبارية بشأن نية عناصر داعش الإرهابي تفجير أحد الأبراج الرئيسية التي تربط بين بغداد ومحطة القدس الكهربائية في منطقة الوزيرية، تم تشكيل فريق عمل على ضوء المعلومة، وبالتنسيق مع الفرقة الأولى بالشرطة الاتحادية، تم إحباط هذه المحاولة وضبط 8 عبوات مزروعة على ركائز البرج الـ4 وتفكيكها من قبل الجهد الفني”.
وتشير بيانات رسمية، صدرت عن وزارة الداخلية العراقية، إلى أنه منذ مطلع العام الحالي، وحتى يوليو الجاري، تعرض أكثر من 100 برج للتخريب، فضلا عن 50 خطا لنقل الطاقة.
ويرى سياسيون ومختصون في الشأن الأمني، أن بعض العمليات التي تستهدف ابراج الطاقة ليست “إرهابية” وانما “تخريبية” تقوم بها جهات متنفذه الهدف منه إبقاء ملف الطاقة في وضع متدهور والإستفادة من عقود الصيانة والحماية للأبراج الطاقة .
من جهته أكد عضو لجنة الأمن والدفاع ، النائب جاسم جبارة ، أن “الهجمات التي استهدفت خطوط نقل الطاقة غير معهودة إطلاقا” مشيراً إلى “تسجيل أكثر من 20 تفجير في أقل من شهرين”.
وقال جبارة في تصريح صحفي: إن “الأبراج التي تم استهدافها تمر في مناطق مسيطر عليها من قبل القوات الأمنية، وهي في مناطق مستوية وقريبة من خط المرور السريع ومن السيطرات الأمنية، حيث يسهل حمايتها وليست في مناطق وعرة “.
واستبعد أن “يكون تنظيم داعش هو من يستهدف هذه الخطوط “مشيراً إلى أن “الخطوط التي تقع في المناطق الوعرة وخلف الجبال والتي من المنطق ان يتم استهدافها من قبل داعش الا انها لم تتعرض إلى أي تفجير”.
وأضاف، أن “هذه الهجمات انعكست سلباً على الموسم الزراعي في عموم المحافظات الغربية بسبب نقص تجهيز الطاقة الكهربائية نتيجة تفجير ابراج نقل الطاقة”.
[ad_2]