[ad_1]
سماء الموسيقى لم تعد تمطر جديدا. لكن رغم هذا لا يمكن أن نتكلم عن وجود فراغ أو فقر موسيقي حاليا. فالإنتاجات الغنائية موجودة ومتنوعة. وما نعيشه اليوم هو إما إعادة إحياء لماهو قديم وإما عصرنة له وإما دمج جديد للأصوات. هي عملية قد تبدو سهلة لكن ترجمتها للواقع تتطلب مهارة وتقنية وخبرة بل وأذنا رفيعة. فإما أن تعطي إبداعا وإما أن تخلص لكارثة سمعية.
نرشح لك: شقيق ياسمين عبد العزيز يشكر عمرو أديب ولميس الحديدي لهذا السبب
“اتقل” مثال جديد للفنان عمرو دياب لهذه التقنية. هو الذي يمكن اعتباره أحد أهم مغنيي الدمج أو ال fusion في الوطن العربي والعالم. وقد كانت تجربة “ولا على باله” أهم مثال لهذا. لكنها ليست سوى نقطة في نهر إبداع. الأغنية الجديدة من توزيع أحمد ابراهيم في ثاني تعاون له مع الهضبة. تعاون بدأ قويا. فبعد النيو ديسكو Nu disco في “الدنيا بترقص”، نسمع موسيقى جديدة بدمج جديد للأصوات. والملاحظة الأبرز هي غياب الآلات الموسيقية من قيثارات و كمنجات وغيرها. وهي ثاني أغنية لعمرو دياب بدون آلات حية بعد “معاك برتاح” (ألبوم بناديك تعالى 2011، توزيع عادل حقي). الأغنية مركبة من ثلاث عناصر على الأقل. وهي الأبرز فالموسيقى ال EDM دائما ما تتداخل فروعها. الأغنية أخذت الإيقاع beat المنتظم مع الجسور بين المقاطع من التيك هاوس Tech House وهو دمج للتكنو والهاوس. أما الأصوات الالكترونية الصاخبة فمن ال .Electropop لكن الضيف الجديد والمدهش هي تلك الأصوات التي نسمعها في الفواصل حين ينخفض صوت ال beatوكذلك عند مطلع الكوبليه الثاني والثالث. صوت يحاكي البيانو مع مؤثرات يلفها الغموض وكأنك تسمع موسيقى تصويرية لفيلم خيال علمي قديم. وهذا من مميزات نوع موسيقي عاد بقوة في الآونة الأخيرة : ال Synthwave وكان حاضرا بقوة في الألبوم الأخير ل (After Hours ) The Weeknd وقد تكلف المخضرم أمير محروس بهندسة الصوت والميكساج.
هذه التشكيلة الموسيقية التي تحول فيها الموزع أحمد ابراهيم إلى دي جي، كان لابد لها من لحن يندمج معها. وقد نفذ هذه المهمة صاحب رائعة “حبايب إيه” الملحن مدين. فجاءت الجمل اللحنية مناسبة للانتقالات الموسيقية. وهذا بحد ذاته مغامرة صعبة خرج منها الملحن منتصرا. وتكلف الشاعر تامر حسين بكتابة كلمات الأغنية. وهنا كان أمام تحديات عديدة. أولها خلق التكامل المطلوب بين اللحن والتوزيع والكلمات. وقد استخدم تقنية الحذف ellipse في مقطع “اتقل واراضي” ليواكب الجملة اللحنية الخاطفة. كما كان اختيار قافية الياء في مقاطع كثيرة موفقا وأعطى للأغنية وحدة وأضاف موسيقى صوتية على التوزيع الموسيقي. خبرة العميد مع الأغاني السريعة جعلته يوظف بحرفية تكرار الجمل والكلمات (قصادي، هو انت حد عادي، اغنهولك، تيجي … يجي) وهو أمر غالبا ما نجده في الأغاني الغربية من نوع ال .EDM الصعوبة الثانية التي واجهها الشاعر صاحب ال55 أغنية مع الهضبة، هي إيجاد صور شعرية جديدة لموضوع الحب. وهو أمر يذكرنا بتقنية ال variation على نفس التيمة theme بحيث يقوم الموسيقي بإحداث تغييرات على تيمة سابقة سواء من حيث الميلودي أو الإيقاع أو الهارموني لكي نحصل في الأخير على تيمة جديدة. فكيف يمكن كتابة أغنية أخرى عن الحب بعد كل ما كتب؟ هنا تكمن قوة الشاعر. فأن تتكلم عن مواضيع جديدة قد يكون صعبا لكن الأصعب هو إيجاد الزاوية المختلفة للحديث عن موضوع رائج؛ موضوع أزلي. الزاوية هذه المرة هو كيفية التعبير عن تفرد الحبيب ومثاليته وكونه اخيارا عن اقتناع.
“اتقل” هي أغنية جديدة يقدمها عمرو دياب لجمهور متكلف وصعب المراس يطالبه دائما بجديد كالقديم. جمهور يجد نفسه قد أحب هذا الجديد بعد مرور فترة من الاستماع. وكأن عمرو دياب قد وجد ترياقا سحريا يجعل أغانيه كل ما مرت عليها مدة إلا وصارت أجمل.
لا يفوتك- صعب وممتع وتقيل والسينما محتاجه له .. ماذا قال أبطال فيلم “العارف” عن أدوارهم وتوقعاتهم للفيلم؟
اقرأ ايضًا:
بعد تعرضها لوعكة صحية.. سوما تطلب من الجمهور الدعاء لها
عمرو أديب عن مرض ياسمين عبد العزيز: صورتها في مخيلتي هي الابتسامة والمرح
آدم الشرقاوي يوجه رسالة إلى والده الراحل: كنت أود أن أخبرك بالكثير من الأشياء
[ad_2]
