محليات

“فاجعة الناصرية” جيوبهم أغلى من مواطنيهم.. الفساد نخر العراق ومكان العلاج بات مركزاً للموت

[ad_1]

بغداد اليوم – تقرير : محمود المفرجي الحسيني

تعود العراقيون على تلقي الصدمات التي يتعرضون لها من مختلف الاتجاهات، ان كانت على المستوى السياسي او الاقتصادي او الخدمي، لكن صدمة حريق مستشفى الحسين التعليمي في الناصرية في محافظة ذي قار، هي اكثر ايلاما لهم لانها تتعلق بارواح أناس فقراء دخلوا الى المستشفى للشفاء من الوباء فخرجوا منها متفحمين دون أي ذنب لهم.

وتشير الاحصائيات لعدد الضحايا، الى ارقام صادمة، باستشهاد 64 شخصا، واصابة 50 اخرين لحد الان، حيث ان هذه الحصيلة قابلة للزيادة بسبب اعداد الجرحى الخطير، وحالتهم الخطرة نتيجة الحروق والاختناقات التي خلفها الحريق.

وتعرضت مستشفى ابن الخطيب في بغداد الى حادث مماثل في الخامس والعشرين من نيسان الماضي، حيث ادى الحريق الى مصرع 82 شخصاً واصابة 110 آخرين، واعلن في حينها أن التحقيقات مستمرة بحريق المستشفى.

هذا الحادث الذي راح ضحيته هذا العدد الكبير من المواطنين، شكل صدمة قوية وكبيرة على العراقيين، الذي عبروا عن غضبهم الشديد من طبيعة إدارة المؤسسة الصحية في العراق والتي نخرها الفساد حالها حال أي مؤسسة أخرى.

اما في الوسط السياسي، فكانت التعليقات غير خارجة عن دائرة الفساد وسوء الإدارة من قبل الحكومات المتعاقبة، فضلا عن عدم الاكتراث بحياة المواطن وإجراءات الأمان في المستشفيات التي لم توفر بسبب الفساد في هذه المؤسسات وسوء إدارة المشاريع المتعلقة بالمؤسسة الصحية.

وواحدة من هذه التعليقات، هي التي ادلت بها النائب ريزان شيخ دلير، التي القت باللائمة على الحكومة والمجلس التشريعي بالبلاد وطبيعة إدارة المشاريع المتعلقة بالمؤسسات ومنها المؤسسة الصحية، مبينة انه “لو كان لدينا حكومة فعلا كان عليها ان تستقيل جراء هذا الحريق الذي فضح ضعف ادارة الدولة”. 

وحملت دلير في تصريح لـ (بغداد اليوم)، الحكومة، مسؤولية كل ما يحصل في العراق، ومنها مسؤولية حادثة مستشفى الحسين التعليمي في الناصرية، وقالت، ان “هناك سوء إدارة في كل مؤسسات الدولة وهذا الامر يعبر عن ان الحكومة هي حكومة شكلية، وتعتني بالانتخابات اكثر من اعتنائها بواجباتها الخدمية التي من المفترض ان تقدم للشعب”.

وعدّت ، ان “كل هذه الحوادث التي تجري سببها الفساد، فالجميع ليس له هم الا هم الحصول على الأموال من خيرات هذا الشعب المسكين، فاي مشروع او عقد شراء لابد له ان يستفاد منه أربعة اشخاص على الأقل، ويكون من النوعية الرديئة جدا”.

وأشارت دلير الى ، ان “المستشفيات في دول العالم هي اكبر من مستشفياتنا، وادارتها أوسع من اداراتنا، لكنها مستشفيات متكاملة رصينة جاهزة ومثالية في كل مفاصلها، ومنها إجراءات السلامة التي لا تسمح مثل هكذا حوادث مثل حادثة مستشفى الناصرية وقبلها حريق مستشفى ابن الخطيب في بغداد”.

وعدّت ، ان “الفساد ناخر لجسد الدولة، حتى وصل الى مرحلة انه يتداول بصورة طبيعية وامام انظار الجميع دون خجل، مشيرة الى، ان “أي حزب او شخصية او موظف، لابد له ان يفسد في هذه الدولة”.

ولم تستثن دلير المحافظين المسؤولين عن إدارة المحافظات، وكذلك نواب المحافظات التي تجري في محافظاتهم مثل هكذا حوادث، وعدت ان مجالس المحافظات التي حلت كان لها تأثير اكثر منهم في متابعة المؤسسات الخدمية في هذه المحافظات.

اما النائب عن تحالف الفتح، مختار الموسوي، فكان خطابه “غاضبا”، اتهم فيه شخصيات سياسية بامتلاكها مصالح في حوادث حرق المستشفيات، باعتباره منسجم مع مسلسل تدمير البلد بمطرقة الفساد. حسب قوله

وقال الموسوي لـ (بغداد اليوم)، ان “كل الأمور التي تجري في العراق من حوادث حرق المستشفيات وكذلك الدوائر والمظاهرات ناتج من الفساد بسبب المحاصصة المقيتة المتبعة للوزارات وباقي المؤسسات، التي يتسنمها شخصيات غير كفوءة، كل امتيازها قدرتها على ممارسة الفساد، مبينا ، ان الجهات والأحزاب التي ترشح هؤلاء هي التي توفر حماية لهؤلاء المسؤولين”.

وأشار الى، ان “مجلس النواب طلب استجواب اكثر من وزير منهم وزيري المالية والزراعة، وفشل في استجواب وزير المالية، ولم يمتثل وزير الزراعة بحجة اصابته بفيروس كورونا”.

وأوضح، ان “حريق المستشفيات لم يحدث في كل دول العالم الا في العراق، وهذا يدل على ان المدراء والوزراء كل همهم مراعاة مصالح توجهاتهم، وان منطلقاتهم في تولي المسؤولية ليست منطلقات وطنية لخدمة الشعب “.

وعبر عن استغرابه، بان “توزع المناصب والتعيينات على شخصيات غير مؤهلين، مشيرا الى ان هناك درجات وظيفية منحت لخريجي جامعة إسلامية ، عينوا بدرجة فنيين في المستشفيات”.

وتطرق الى اللجان التحقيقية التي شكلت في عدد من الحوادث، حيث وصفها الموسوي، بانها لجان “تخدير”، يعلن عنها في وقت وقوع أي حادث، لكنها تتبخر بمرور الوقت، متسائلا “اين نتائج التحقيق بتفجير المحطات الكهربائية وحرق مستشفى الخطيب”.

وعلى السياق ذاته، وصف القيادي في تحالف الفتح، محمد مهدي البياتي، حريق مستشفى الحسين التعليمي في الناصرية بـ “الإرهابي”.

وقال لـ (بغداد اليوم)، ان “هذا العمل إرهابي بغيض استهداف المستشفيات، ابتداء من حادث حريق مستشفى الخطيب في بغداد وانتهاء من حرق مستشفى الحسين التعليمي في الناصرية”.

وأضاف، ان “هذا العمل هو إرهابي جبان حتى لو كان ناتج من تقصير، لان من لم يستطيع حماية المرضى هو إرهابي وعليه ان يعاقب، مشيرا الى ان ردة فعل الحكومة من هذا الحادث كان ضعيفا”. 

وتابع، ان “البلد داخل في فوضى ، وقد تعود الشعب العراقي على هذه الحوادث من اكثر من 17 سنة “.

[ad_2]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *