سياسة

العائلة فوق الدولة.. قائمة السفراء الجدد رصاصة الرحمة على الدبلوماسية العراقية

[ad_1]

بغداد اليوم – بغداد

 

بغداد اليوم – تقرير : محمود المفرجي الحسيني

 

ان توزيع المناصب والامتيازات في العراق، يعطي انطباع لكل العراقيين، بان مؤسسات الدولة ليست للدولة، انما للأحزاب والقوى السياسية وعوائلهم، في مقابل استسلام واضح لوزارة الخارجية التي تحقق رغبات الكتل السياسية.

 

وسربت قائمة بأسماء السفراء الجدد المرشحين من الكتل السياسية ، وتضم مسؤولين ونوابا سابقين واولادهم واقاربهم.

 

هذه القائمة تلقت هجوما غير مسبوقا من كافة فئات الشعب العراقي، ان كانوا سياسيين او صحفيين او ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، منهم الإعلامي احمد علاء، الذي وصفها بانها رصاصة الرحمة التي اطلقت على الدبلوماسية العراقية.

 

وقال علاء لـ (بغداد اليوم)، ان “هذه القائمة بمثابة اطلاق رصاصة الرحمة على ما تبقى في الدبلوماسية العراقية، اذ ان الاسماء المعروضة والتي اطلع عليها المعنيين تشير الى ان هذه الأسماء غير مؤهلة لاي عمل اداري”.

 

ودعا “الجهات التي رشحتها ان تخجل وتترك العمل الدبلوماسي لوزارة الخارجية حصرا على الرغم من ان الوزارة استسلمت لقرارات ورغبات القوى السياسي.

 

وعلى السياق ذاته، هاجم عضو لجنة العلاقات الخارجية ظافر العاني ، قائمة اسماء السفراء الجدد، مؤكدا ان العراق ليس بحاجتهم.

 

وقال العاني في حوار متلفز تابعته (بغداد اليوم)، إن “العراق لا يحتاج الى هذا العدد الكبير من السفراء البالغ عددهم 80 سفيرا دفعة واحدة خصوصا ان البلد غير قادر على حماية البعثات الدبلوماسية في العاصمة بغداد”.

 

واضاف ان “الدول الكبرى مثل امريكا والصين ليس لديهم مثل هذا العدد من السفراء الدائمين”، مشيرا الى ان “هذا العدد الكبير من السفراء يكلف العراق نفقات عالية باعتبارهم بدرجة وكيل وزير ولديهم مخصصات كبيرة خارج العراق”.

 

واشار الى ان “نصف هؤلاء السفراء هم مرشحي الأحزاب السياسية وليس من الوزارة وهذا هو جوهر الاعتراض”.

 

وتابع ان”قانون وزارة الخارجية يشير الى ان لا يتجاوز مرشحي الاحزاب السياسية الربع، والان لدينا النصف واكثر من النصف”، لافتا الى ان ” القائمة تمثل مكافأة حزبية وعائلية للمرشحين”.

 

فيما أعربت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، السبت، عن رفضها للكثير من الأسماء التي رُشِحَت ضمن قائمة الـ80 سفيرا لدولة العراق، وكشفت عن 3 معايير، تم الاختيار وفقها.

 

وقال عضو اللجنة مختار الموسوي في حديث صحفي، إن “المعايير التي اعتمدت في اختيار قائمة الـ80 سفيرا للعراق لمختلف بلدان العالم، هي المحاصصة والحزبية ودرجة الأقارب”، مبينا أن “قائمة السفراء التي قدمتها وزارة الخارجية لمجلس الوزراء، وصادق عليها الأخير، مرفوضة من قبلنا“.

 

وأضاف أن “الكثير من الاسماء المرشحة تحوم حولها شبهات فساد وارتباطات مشبوهة  قائمة”، مؤكدًا أن “الكتل السياسية تقف وراء ترشيح تلك الأسماء لكنهم أمام الرأي العام يخلون مسؤوليتهم، وهذا الأمر غير صحيح“.وبين أن “العلاقات الخارجية ستكون لها كلمة داخل قبة البرلمان حال طرح تلك الأسماء للتصويت”، لافتا إلى أن “التصويت على المرشحين سيكون على أساس الكفاءة والنزاهة بعيدًا عن المحسوبية والمنسوبية“.

 

اما المحلل السياسي جاسم الموسوي، فرأى ان هذه القائمة ليست غريبة، وهي تعبر عن وجه المحاصصة القبيح في العراق.

 

وقال لـ (بغداد اليوم)، ان “هذه القائمة طبيعية قياسا لكل السفراء الذين تعينوا في الفترة السابقة على ضوء صلة القرابة او الحزب او الطائفة او القومية ومنهم من الجهلاء لا يستحقوا ان يكونوا موظفين في بوابة السفارات العراقية”.

 

وعدّ، ان “الهجوم على القائمة هو سياسي بحت، الغاية منه خداع الشارع العراقي، متحديا “أي حزب يعترض عليها، ولا يملك سفراء سابقين سيئين منتسبين له ومؤدلجين

 

أشار الى، ان “الحالة الطبيعية ان تكون هذه القائمة مصداق لفلسفة النظام السياسي الذي يوزع المناصب من لديه ولاء للأحزاب او قريب منها وليس الكفاءة المفقودة عندنا”.

 

من جهته  قال النائب عن دولة القانون خلف عبد الصمد إن “هناك الكثير من البعثيين والطائفيين مازالوا يتمتعون بالامتيازات والمواقع في بعض السفارات العراقية”، معتبراً أن “السفارات هي من اكثر المواقع السيادية من حيث الاهمية ولا يمكن ان تكون مرتعاً لهؤلاء“.

 

وعبر عبد الصمد عن استيائه من “قائمة السفراء المرشحين”، مشيراً في بيان ورد إلى وكالة شفق نيوز، إلى أنها تضمنت “بعثيين في الوقت الذي كان ينبغي فيه اقصاء البعثيين والمرتبطين بهم لما ارتكبه البعث من جرائم كبرى بحق العراقيين”، مشدداً على ضرورة  “ترشيح ضحايا جرائم البعث من الكفوئين و ممن ثبتت قدرتهم على التصدي و التضحية من اجل ابناء الوطن ليتصدوا لهذه المهام و يعرفوا العالم بمدى وحشية البعث .

 

ودعا عبد الصمد، اعضاء مجلس النواب كافة إلى “تحمل مسؤولياتهم الشرعية والوطنية بعدم التصويت على تلك القائمة سيئة الصيت وعدم السماح لترسيخ نفوذ حزب البعث المجرم في سفاراتنا بعد ان تحولت تلك السفارات في عقود حكم البعث الى مقرات للمخابرات يتم فيها تصفية و ملاحقة الوطنيين و الشرفاء”.

[ad_2]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *