[ad_1]
عثر على مجموعة من نوع الحرباء الصغيرة التى يُفترض أنها انقرضت بسبب عمليات إزالة الغابات، لكن هذا الاكتشاف أثبت أنها تتشبث بالبقاء على قيد الحياة، ويصل طول حرباء “تشابمان الأقزام” (Rhampholeon chapmanorum) المهددة بالانقراض إلى 5.5 سنتيمتر فقط، وتعد الغابات المطيرة المنخفضة الارتفاع فى التلال جنوب مالاوى التى تقع جنوب شرق إفريقيا، موطنها الأصلى، وفقًا لدراسة نشرت فى “أوريكس”، المجلة الدولية للحفظ.
ووصف عالم الزواحف والمؤلف كولين تيلبيرى، حرباء تشابمان الأقزام، لأول مرة فى عام 1992، وهى تعد واحدة من أندر أنواع الحرباء فى العالم، وذلك وفقًا لما نقلته شبكة “CNN” الإخبارية.
الحرباء الأكثر ندرة فى العالم
وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة كريستال توللى، الأستاذة وقائدة البحث فى المعهد الوطنى للتنوع البيولوجى فى جنوب إفريقيا، فى بيان، إن “معظم جلدها يتميز بلون بنى ولكن يمكنها أن تتحول إلى اللون الأزرق والأخضر الجميل للغاية مع وجود بقع صغيرة فى كل أنحاء جسمها، وربما تكون هذه طريقة للتواصل مع بعضها البعض”.
وأضافت: “يمكن أن تكون الأنواع الأخرى من الحرباء هستيرية، وتصدر صوت الهسهسة وتعض، ولكن حرباء “تشابمان الأقزام” لطيفة وجميلة فقط”، وكتب مؤلفو الدراسة، أن خطر انقراض الحرباء أعلى بكثير من متوسط 15% بالنسبة إلى رتبة الزواحف التى تنتمى إليها، مع تصنيف نسبة 34% من أنواع الحرباء على أنها مهددة و نسبة 18% قريبة من كونها مهددة.
ومعظم الأنواع المهددة لا تستطيع العيش إلا فى نوع معين من البيئة، وعندما وصف تيلبورى، الحرباء القزم لأول مرة فى عام 1992، لاحظ باحثون سابقون علامات إزالة كبيرة للغابات فى تلال ملاوى، كما كتب مؤلفو الدراسة الحالية.
ولحماية الأنواع من المزيد من الضرر، تم إطلاق 37 من الحرباء الأقزام فى تلال ملاوى فى رقعة غابات على بعد 95 كيلومترًا شمالًا فى مدينة ميكوندى بملاوى، فى عام 1998 – وفقًا للدراسة – وعندما قام تيلبورى بتقييم موقع الإطلاق بين عامى 2001 و2012، كانت الحرباء لا تزال موجودة.
حرباء من نوع تشابمان الأقزام
ونظرًا لأن الحرباء القزم لا تتسامح مع المناطق المحولة، ولم تكتشف “توللى” أى حرباء قزم خلال أعمال التقييم ذات الصلة فى عام 2014، فقد كان يُعتقد أنها ربما انقرضت، فقاد عملها هذا الاتحاد الدولى للحفاظ على الطبيعة، إلى إدراج الحرباء على أنها مهددة بالانقراض على قائمتها الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض.
وباستخدام صور الأقمار الصناعية التاريخية (1984-1985) والحديثة (2019) من برنامج جوجل إيرث، لتلال ملاوى ونظام معلومات جغرافية آخر، قدر مؤلفو الدراسة الحالية أن حوالى 80% من غابة تلال ملاوى قد دمرت من عام 1984 إلى عام 2019.
وفى عام 2016، على دروب ثلاث بقع غابات، سار مؤلفو الدراسة فى الليل مستخدمين المصابيح الكاشفة للعثور على الحرباء وتسجيلها، وقالت توللي: “أول ما وجدناه كان فى المنطقة الانتقالية على حافة الغابة، حيث توجد بعض الأشجار ولكن معظمها من نباتات الذرة والكسافا”.
وتابعت: “عندما وجدناها، شعرنا بالقشعريرة، لم نكن نعرف ما إذا كنا سنرى المزيد، ولكن بمجرد دخولنا الغابة كان هناك الكثير منها، على الرغم من أننى لا أعرف إلى متى سيستمر ذلك”، ووجد الباحثون سبعة حرباء بالغة داخل أول رقعة غابات فى تلال ملاوي، و10 حرباء داخل موقع يزيد طوله عن 6 كيلومترات جنوب غرب الأول، و21 حرباء بالغة، بالإضافة إلى 11 صغار داخل الرقعة فى ميكوندى.
وأجرى المؤلفون تحليلًا جينيًا، أوضح أنه بعد قص أجزاء من الذيل يبلغ طولها 2 مليمتر من بعض الحرباء البالغة، ووجد الباحثون أن التنوع الجينى للحرباء كان طبيعيًا مقارنةً بالحرباء الأخرى وأنواع الزواحف صغيرة الجسم، ولكن كانت هناك اختلافات كبيرة فى التركيب الجينى بين المجموعات فى مناطق مختلفة، مما يشير إلى أن البشر الذين قاموا بتفتيت بقع الغابات قد عطّلوا قدرة التكاثر بين الحرباء على البقع المجاورة، وبالتالى تدفق الجينات، وهو تأثير يزيد من خطر الانقراض بسبب قلة الخيارات المتاحة للتزاوج.
ويعتقد مؤلفو الدراسة أن ظهور آثار إزالة الغابات على التنوع الجينى قد يستغرق وقتًا، ولكن لمنع أنواع الحرباء من الوصول إلى نقطة اللاعودة، فإن خسارة الغابات المطيرة تتطلب اهتمامًا فوريًا، حسبما قالت “توللى”.
وقال مؤلفو الدراسة “هناك حاجة إلى إجراءات الحفظ العاجلة، بما فى ذلك وقف تدمير الغابات واستعادة الموائل لتعزيز الترابط، وعلى الرغم من أن جزءًا من تلال ملاوى يقع داخل منطقة التنوع البيولوجى الرئيسية (محمية غابات ماتاندوى)، فإن معظم الغابات تقع خارج حدود المحمية، وفعالية محمية الغابات مشكوك فيها، نظرًا لأن معظم الدمار كان داخل حدودها”.
وأضافوا: “رغم توسيع المحمية لتشمل جميع بقع الغابة سيكون خطوة أولى، إلا أن هناك حاجة إلى تدابير لتجنب تدمير الرقع المتبقية”، وأشار مؤلفو الدراسة إلى أن هذه الجهود ستكون مهمة أيضًا لأى نوع آخر ربما يعيش بين هذه الحرباء، ولفتوا إلى أنه يمكن أن يكون هناك المزيد من الحرباء الأقزام فى البقع التى لم يتمكنوا من استكشافها.
[ad_2]